مشاركة الوزيرة رياشي في المؤتمر الدولي للمرأة في الإسلام في جدة تحت عنوان "المكانة والتمكين"
شاركت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال السفيرة نجلا رياشي والسيدة مي مخزومي عضو المكتب التنفيذي في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، في المؤتمر الدولي للمرأة في الإسلام تحت عنوان "المكانة والتمكين" الذي استمرّ لمدة ٣ أيام، من السادس إلى الثامن من تشرين الثاني 2023 والذي نظمته الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في جدة في المملكة العربية السعودية بمشاركة دولية واسعة.
وخلال المؤتمر ألقت الوزيرة رياشي كلمة لبنان وجاء فيها: "أستهلّ كلمتي في المؤتمر الدولي للمرأة في التكلم بداية عن الإنسان؛ الإنسان الذي كرّمه الله بأن "خلقه في أحسن تقويم". إلاّ أن هذا الإنسان المكرّم من الله بات يُظلَم ويُقهَر على يد الإنسان.... بات يجوع ويُقتل وتُمتهن كرامته الإنسانية كل يوم في أنحاء شتّى من هذه الأرض. في بلدي، في لبنان، استشهد بالأمس، وبهمجية إسرائيلية تستعصي على الوصف، وفي ثوانٍ معدودة، جدةٌ وثلاثُ حفيداتٍ لها، لا ذنب لهنّ إلا أنهُنَّ ولدنَ في لبنان! الجدة... هذه المرأة التي تركُنُ إليها العائلة، هذه الابتسامة الدائمة والحضن الدافئ، لم يحمها قانونٌ دوليّ...والطفلة الطاهرة لم يذُد عنها رادعٌ أخلاقيٌّ إنسانيّ."
وتابعت: "بينما نلتئم هنا اليوم، ثمّة مذبحةٌ مروّعة تتتالى فصولاً يوميّة في قطاع غزّة. حيث تواصل القوة القائمة بالاحتلال، إسرائيل، حربها الغاشمة على القطاع، مستهدفةً المدنيين، نساءً وأطفالاً وشيوخاً، ومدمّرةً المباني فوق رؤوس قاطنيها. إنّ استمرار سياسة العقاب الجماعي التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، من خلال حصار قطاع غزة، بما فيه قطع الطعام والماء والوقود والطاقة عن سكانه المدنيين، وتهجيرهم داخلياً، واستهدافهم بالقصف العشوائيّ غير التمييزي، وتدمير وحداتهم السكنية والبنى التحتية والمنشآت الصحية والتربوية والدينية، هي جرائم حرب موصوفة، وجرائم ضد الإنسانية. على هذا العدوان الوحشيّ أن يتوقّف. على هذا الظلم التاريخي المستمرّ أن ينتهي. لا بد أن يقف العالم وقفة ضمير إنسانيّ ويفرض وقفاً للعدوان، ونفاذاً غير مشروطٍ للمساعدات الإنسانية، ومحاسبة فعلية للاحتلال عن انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. ليس قدر المرأة الفلسطينية أن تكون إمّا طفلةً شهيدة أو امرأةً جريحة مسلوبة الأحلام أو أُمّاً ثكلى. آن الأوان أن تستعيد المرأة الفلسطينية البطلة، التي كابدت الظلم طوال عقود، حقها الإنسانيّ في السلام والرفاه أسوةً بالنساء في كل أصقاع الأرض."
وأضافت: "فتحية إلى المرأة الجبّارة في كافة بلدان أمّتنا؛ تحية إلى تلك الجدة، وتلك الأمّ الثكلى التي ستبقى تنتظر أن يعود أطفالها من المدرسة إلى حضنها، لكنهم لم يعودوا؛ تحية إلى الأرملة المفجوعة التي ودّعها زوجها لآخر مرة حين خرج لتأمين قوت عائلته، ولم يعد؛ تحية إلى الصحافية المقدامة التي استشهدت من أجل إيصال صوت الحق ورسم صورة جليّة للحقيقة، فقضت على طريق رسالة الحقيقة؛ تحية للطبيبة و للممرّضة الشجاعة التي تركت منزلها وعائلتها والتحقت بعملها للالتزام بمهمتها النبيلة، وعندما عادت لم تجد منزلها، ولا من كان فيه؛ تحية لكل امرأة وفتاة وطفلة استشهدت في قصف مستشفى أو جامع أو كنيسة ...
أما الرضيعة التي ودّعت العالم قبل أن يستقبلَها بحقّ، قبل أن يستمع لصوتها وينصت لأحلامها، فإنّ اللسان يعجز والقلب ينفطر لخسارة رقتها ونضارتها."
وأشارت إلى أن: " ينعقد مؤتمرنا هذا في وقتٍ هو غايةٌ في الأهمية؛ في وقتٍ يحتاج فيه العالم أجمع إلى اتّباع تعليمات الدين السمح، وفي وقت تحتاج فيه منطقتنا بالذات إلى لمسة أنثويةٍ لتبلسم جرحاً ينزف بغزارة. شكّل تعامل الإسلام مع المرأة ثورة اجتماعية كبيرة تواصلت مفاعيلها منذ بداية الدعوة الإسلامية إلى عصرنا هذا وهي تتواصل ولا بد هنا من ذكر قول النبي محمد عليه الصلاة والسلام: "ألا كُلُّكم راعٍ وكُلُّكم مسؤول عن رعيته." فهو لم يخاطب الرجل وحده هنا، بل توجه للرجل والمرأة على حد سواء بالمسؤولية في بناء المجتمع وكرّم المرأة وأعزّها وجعلها شريكة فعليّة للرجل.
عندما نريد الحديث عمّا أُنجِز في العالمين العربي والاسلامي فإن الأمور تتفاوت من بلد إلى آخر ومن طبيعة نظام عربي أو إسلامي إلى نظام آخر. لكن مما لا شك فيه أنّ دور المرأة تعزّز في معظم تلك الدول وإن بنسبٍ متفاوتة."
وقالت: "في لبنان، عملت الحكومات اللبنانية المتتالية على الايفاء بالتزامات لبنان الأممية في العمل لمحاربة العنف ضد النساء والفتيات بكافة أشكاله و اقرّت قوانين عديدة في هذا المجال، ولعبت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية دورا كبيرا في تنفيذ برامج حماية و توعية و تمكين للمرأة، وسنودع سكرتارية المنظمة الخطاب الكامل لوفد لبنان الذي يلحظ كل الانجازات و الجهود و التقدم المحرز في هذا المجال."
وختمت: "أما بعد، فشكراً للمملكة العربية السعودية الشقيقة على استضافة هذا المؤتمر الهام، الذي يمثّل خطوة رائدة إضافية في مسار جهود تمكين المرأة وتعزيز دورها الذي تخوضه المملكة من ضمن رؤية 2030 الشاملة، تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد صاحب السمو الشيخ محمد بن سلمان. كما أحيّي جهود منظمة التعاون الإسلامي المستمرة وجهود الامين العام في إطار مبادرات وخطط عمل تعزيز دور المرأة."